ترك الذنب وإتيان الطاعة هما نتيجة للخوف والرجاء
(يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان) من بحري الخوف والرجاء هذين يخرج لؤلؤ التقوى وترك المعصية، ومرجان الطاعة.
ببركة الخوف لا يعود يذنب... من يُصدّق بأنه سيحاسب على أعماله حتى وإن كانت مثقال حبّة من خردل فإنه سيخاف بعد ذلك أنْ يحوم حول الذّنب.
في نفس الوقت لأنه يأمل لطف وإحسان الحق تعالى فإنه لن ييأس كذلك أبداً بل دليل رجائه هو أنه يسعى أكثر وراء الخيرات، والعبادات، والأعمال الصالحة... الإثنان ضروريّان بقدرٍ معتدل (لا يبغيان) ببركة الخوف يتقّى، وببركة الرجاء لا يقصِّر في أعمال الخير.
دعِ عبدنا
ينقل (السيد الجزائري) رحمة الله عليه: أنّ شاباً مبتلىً بغرور الشباب والمعصية مرض، ووقع في فراش الموت، وعندما علم أنه ميّت لا محالة قال لأمِّه على سبيل الوصيّة: إنني أريد منك عندما أموت أنْ تربطي حبلاً وتسحبينني وتقولي: أيها المذنب أسود الطلعة.
وعندما مات لم يطاوع قلب أمه أنْ تفعل به ما قال لها ولكن لأنه وصّاها بذلك ربطت رجله وأرادت أنْ تسحبه فطرق سمعها صوت يقول: دعي عبدنا!!!
روحي فداء لذلك القلب الذي فيه خوف وفيه رجاء... فيه الإثنان وقد نقل مثل ذلك في تفسير (منهج الصادقين): أحدهم أثناء نزعه عندما إنتبه أنّ عمره قد أشرف على نهايته أطلق آهة من صميم قلبه وقال:
(يا من له الدنيا والآخرة إرحم من ليس له الدنيا والآخرة).
فجعل الله تعالى آهته هذه وقوله المليء بالأسى مقدمة وواسطة لرحمته ومغفرته وغفر له.